المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١١٠
(حدثنا) عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب: وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلا أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم.... الخ ولها قصة.
تفرد به البخاري في باب رجم الحبلى من كتاب المحاربين (2 / 1009) الجزء / 28

* (قوله: أن الأنصار خالفونا) وفي رواية عند ابن جرير في " تاريخه " (٢ / ٢٣٣) فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلا عليا، وقال ابن حزم في " المحلى " (٩ / ٣٤٥) المسألة (١٧٦٧) ولعنة الله على كل إجماع يخرج عنه علي عليه السلام ومن بحضرته من الصحابة (قوله: وخالف عنا علي والزبير ومن معهما): وفي رواية: لما بويع لأبي بكر وتخلف عنه علي بن أبي طالب والزبير والمقداد وسلمان وأبو ذر، رواه التفتازاني في " شرح المقاصد " (٢ / ٢٨٦) في رواية موسى بن عقبى، عن ابن شهاب قال:
غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فدخلا بيت فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهما السلاح فجاءهما عمر في عصابة من المسلمين فيهم أسيد وسلمة بن سلامة وهما من بني عبد الأشهل ويقال: فيهم ثابت بن قيس بن الشماس أخو بني الحرث (الحارث) بن الخزرج فأخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره، رواه عبد الله بن أحمد في " كتاب السنة " (2 / 553) وفي رواية عند ابن قتيبة: وإن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب: وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص: إن فيها فاطمة الزهراء بضعة الرسول؟ فقال: وإن، فخرجوا فبايعوا إلا عليا، فوقفت فاطمة الزهراء على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقا... وقالت: يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟ فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تنصدع وأكبادهم تنفطر وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا عليا فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك قال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله قال عمر: أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك، فقال:
لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي وينادي: يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني. رواه المحدث الفقيه أبو محمد ابن قتيبة الدينوري في " تاريخه " (1 / 13) ويأتي بيانه مفصلا في المجلد الثاني إن شاء الله.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»