(224) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا شاذان أسود بن عامر، ثنا شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلف عليا رضي الله عنه قال: قال له علي: ما يقول الناس في إذا خلفتني؟ قال: فقال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي أو لا يكون بعدي نبي؟ " " المسند " للإمام أحمد (3 / 338) هذا حديث متفق على صحته، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرون صحابيا وفي رواية ابن عباس مرفوعا " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي " رواه ابن أبي عاصم في " السنة " (2 / 551، 589) والنسائي في " الخصائص " وصححه الحاكم والذهبي وحسنه غيرهما وتكلم فيه ابن تيمية في " منهاج السنة " (/) لشدة نصبه إياه لأمير المؤمنين وأهل بيته. فلا يلتفت إلى كلامه فيه لأنه متعنت ومتعصب في الجرح ومع ذلك إنه ناصبي.
وقال العلامة حسن بن محمد الطيبي في معنى هذا الحديث " إنه متصل بي نازل مني بمنزلة هارون من موسى " وفيه تشبيه مبهم بينه صلى الله عليه وسلم بقوله: " ألا إنه لا نبي بعدي " فعرف أن الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة فبقي الاتصال من جهة الخلافة لأنها تلي النبوة في المرتبة أي أنت متصل بي بالخلافة، وكذا في " فتح الباري " (7 / 74) للابن حجر العسقلاني وفي " إرشاد الساري " (6 / 118) للقسطلاني (أقول): فهذا القول يدل على أن منزلة علي عليه السلام من النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله بمنزلة هارون من موسى في جميع أحواله إلا ما خصه به الاستثناء الذي في متن الحديث ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " أنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي " وفي رواية أسماء بنت عميس وأبي ذر مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أقول كما قال أخي موسى اللهم أجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا " رواه أحمد في " المناقب " (2 / 678)