نفسها (إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) ففيه دلالة واضحة على أن ذلك جائز، بل ومعهود، في شأن من مات على الاسلام.
إذن ففي هذه الآية أيضا دلالة على مشروعية زيارة قبر المسلم، بقصد الزيارة والدعاء للميت، فهذا هو المعهود في قيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قبر الميت بعد دفنه.
٣ - قوله تعالى: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾ (1).
جاء في أسباب النزول أن الآية في صدر الحديث عن المنافقين الذين تتحدث عنهم الآيات السابقة والذين ارتضوا التحاكم إلى الطاغوت فرارا من التحاكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلو أنهم جاءوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأظهروا الندم على ما فعلوه، وتابوا عنه واستغفروا منه، واستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لتاب الله عليهم.
وقيل: إنها نزلت في قوم من المنافقين، قال الحسن: اثني عشر رجلا اجتمعوا على أمر مكيدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم دخلوا عليه لذلك الغرض، فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره به، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن قوما دخلوا يريدون أمرا لا ينالونه، فليقوموا وليستغفروا الله حتى استغفر لهم فلم يقوموا، فقال: ألا تقومون؟ فلم يفعلوا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قم يا فلان، قم يا فلان، حتى عد اثني عشر رجلا، فقاموا وقالوا: كنا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا أنفسنا، فاستغفر لنا. فقال: الآن أخرجوا عني، أنا كنت في أول أمركم أطيب نفسا بالشفاعة، وكان الله أسرع إلى الإجابة (2).