الحسنات، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله عز وجل (1).
3 - أداء حقوق الموتى: وهذا ما نلحظه بوضوح في فحوى الخطاب في الحديث النبوي الشريف الآنف الذكر: ألا فزوروا إخوانكم، وسلموا عليهم ففيه إشارة في غاية الوضوح إلى أن لإخواننا الموتى حقوقا علينا، ينبغي علينا أداؤها بزيارتهم والتسليم عليهم، ولمزيد من الترغيب في ذلك يذكرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن ذلك سيعود علينا أيضا بالنفع الكبير: فإن فيها عبرة.
ولا شك في أن لبعض الموتى حقوقا خاصة على البعض، تتأكد معها الزيارة، وكلما تعاظمت الحقوق أصبح لهذه الزيارة شأن أكبر ومرتبة أرفع.. ولا شك في أن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبناء أمته أثبت الحقوق وأعظمها، الامر الذي يجعل قصد أحدهم زيارته صلى الله عليه وآله وسلم من القربات المهمة في حياته.
وهذا ما أكده حديث أهل البيت عليهم السلام في هذا الشأن:
فعن الإمام الرضا عليه السلام: إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائهم وشيعتهم، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء، زيارة قبورهم.. الحديث (2).
4 - قصد القربى والثواب: القربى والثواب، المترتبان قطعا، مع خلوص النية وصحة الفعل، على الزيارة التي يؤديها المسلم تحت أي واحد من العناوين المتقدمة، قد يكون هو الآخر بنفسه غرضا للزيارة وعنوانا لها، فيقصد المسلم التقرب إلى الله تعالى ونيل الثواب بزيارة قبور المؤمنين، أو قبر واحد بعينه. وذلك لما انطوت عليه الزيارة من فضائل ومستحبات لا تنفصل عنها.