الزيارة في الكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٩
يمسه ولا يقبله، ويجعل القنديل الذي في القبلة عند القبر على رأسه ليكون قائما وجاه النبي، ويقف متباعدا كما يقف لو ظهر في حياته بخشوع وسكون منتكس الرأس، غاض الطرف، متحضرا بقلبه جلالة موقفه ثم يقول:
السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه، السلام عليك يا سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وقائد الغر المحجلين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، أشهد أنك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لأمتك، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وعبدت الله حتى أتاك اليقين فجزاك الله أفضل ما جزى نبيا ورسولا عن أمته اللهم آته الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا (1).
22 - ألف الشيخ تقي الدين السبكي الشافعي (م / 567 ه‍) كتابا حافلا في زيارة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأسماه شفاء السقام في زيارة خير الأنام ردا على ابن تيمية، ومما قال فيه: لا حاجة إلى تتبع كلام الأصحاب في ذلك مع العلم بإجماعهم وإجماع سائر العلماء عليه. والحنفية قالوا: إن زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) من أفضل المندوبات والمستحبات بل تقرب من درجة الواجبات، وممن صرح بذلك منهم أبو منصور محمد بن مكرم الكرماني في مناسكه، وعبد الله بن محمود

(1) عبد الهادي الحنبلي، الصارم المنكي في الرد على السبكي: 7، الطبعة الأولى، القاهرة المطبعة الخيرية. ولو صح ما نقله يحمل على تبدل الاجتهاد والمعروف أنه نهى عن السفر للزيارة لا عن أصلها. وسيوافيك بعض شبهاته.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»