الزيارة في الكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٣٢
ثم قال: وقد صح عن عمر بن عبد العزيز كان يبرد البريد للسلام على النبي (صلى الله عليه وآله) فالسفر إليه قربة لعموم الأدلة، ومن نذر الزيارة وجبت عليه كما جزم به ابن كج من أصحابنا، إلى أن قال: وللشيخ تقي الدين ابن تيمية هنا كلام شنيع عجيب يتضمن منع شد الرحال للزيارة النبوية وأنه ليس من القرب بل يضد ذلك، ورد عليه الشيخ تقي الدين السبكي في شفاء السقام فشفى صدور المؤمنين (1).
62 - ذكر شيخ الإسلام أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعي (م / 592 ه‍) في باب ما يستحب لمن حج وقال: ثم يزور قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ويسلم عليه وعلى صاحبيه بالمدينة المشرفة (2).
27 - قال ابن حجر الهيثمي المكي الشافعي (م / 973 ه‍) بعد ما استدل على مشروعية زيارة قبر النبي بعدة أدلة منها: الإجماع. فإن قلت: كيف تحكي الإجماع على مشروعية الزيارة والسفر إليها وطلبها وابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كله كما رآه السبكي في خطه؟. وقد أطال ابن تيمية الاستدلال لذلك بما تمجه الأسماع، وتنفر عنه الطباع، بل زعم حرمة السفر لها إجماعا وأنه لا تقصر فيه الصلاة، وأن جميع الأحاديث الواردة فيها موضوعة، وتبعه بعض من تأخر عنه من أهل مذهبه. قلت: من هو ابن تيمية؟ حتى ينظر إليه أو يقول في شئ من مورد الدين عليه، وهل هو إلا كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا عوار

(1) المواهب اللدنية 4: 570 المكتب الإسلامي، بيروت.
(2) أسنى المطالب في شرح روض الطالب 1: 501.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»