الزيارة في الكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤٠
فإن السعادة مضمونة لمن حل طيبة أو زارها (1) 34 - قال الشيخ عبد الباسط بن الشيخ علي الفاخوري مفتي بيروت: الفصل الثاني عشر في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) وهي متأكدة مطلوبة ومستحبة محبوبة، وتسن زيارته في المدينة كزيارته حيا وهو في حجرته حي يرد على من سلم عليه السلام، وهي من أنجح المساعي وأهم القربات وأفضل الأعمال وأزكى العبادات، وقد قال (صلى الله عليه وآله): من زار قبري وجبت له شفاعتي.
ومعنى وجبت ثبت بالوعد الصادق الذي لا بد من وقوعه وحصوله، وتحصل الزيارة في أي وقت وكونها بعد تمام الحج أحب، يجب على من أراد الزيارة التوبة من كل شئ يخالف طريقه وسنته (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال: ويستحب التبرك بالأسطوانات التي لها فضل، وشرف وهي ثمانية: أسطوانة محل صلاته (صلى الله عليه وآله)، واسطوانة عائشة (رض). وتسمى أسطوانة القرعة، واسطوانة التوبة محل اعتكافه (صلى الله عليه وآله)، واسطوانة السرير، واسطوانة علي (رضي الله عنه) واسطوانة الوفود، واسطوانة جبرئيل (عليه السلام)، واسطوانة التهجد (2).
44 - قال الشيخ عبد المعطي السقا: في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) إذا أراد الحاج أو المعتمر الانصراف من مكة - أدام الله تشريفها وتعظيمها - طلب منه أن يتوجه إلى المدينة المنورة للفوز بزيارته عليه الصلاة والسلام فإنها من أعظم القربات وأفضل الطاعات وأنجح المساعي المشكورة، ولا يختص طلب الزيارة بالحاج غير أنها في حقه آكد،

(١) مصباح الظلام ٢: ١٤٥ - كما في الغدير ٥: ١٢٣.
(٢) الكفاية لذوي العناية: ١٢٥ - كما في الغدير ٥: ١٢٣.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»