الزيارة في الكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٤
4 - قال أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي (م / 045 ه‍): فإذا عاد (ولي الحاج) سار بهم على طريق المدينة لزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليجمع لهم بين حج بيت الله عز وجل وزيارة قبر رسول الله رعاية لحرمته وقياما بحقوق طاعته، وذلك وإن لم يكن من فروض الحج فهو من مندوبات الشرع المستحبة وعبادات الجميع المستحسنة (1).
وقال أيضا في كتابه الحاوي: أما زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فمأمور بها ومندوب إليها (2).
5 - حكى عبد الحق بن محمد الصقلي (م / 466 ه‍) عن الشيخ أبي عمران المالكي أن زيارة قبر النبي واجبة، قال عبد الحق: يعني من السنن الواجبة (3).
6 - قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الشيرازي الفقيه الشافعي (م / 674 ه‍): ويستحب زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4).
7 - وممن بسط الكلام في زيارة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الإمام الغزالي في كتاب الحج من إحياء العلوم قال: الجملة العاشرة في زيارة المدينة وآدابها قال: من زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي. وقال (صلى الله عليه وآله):
من وجد سعة ولم يفد إلى فقد جفاني إلى أن قال: فمن قصد زيارة المدينة فليصل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في طريقه كثيرا فإذا وقع بصره على

(1) الأحكام السلطانية: 109، دار الفكر، بيروت.
(2) الحاوي، كما في شفاء السقام: 65.
(3) تهذيب الطالب، كما في شفاء السقام: 68.
(4) المهذب في فقه الإمام الشافعي 1: 233، دار الفكر، بيروت.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»