الزيارة في الكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٣١
زيارته (صلى الله عليه وآله) قربة عظيمة، للأحاديث الواردة في ذلك، ولقوله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) الآية لأن تعظيمه لا ينقطع بموته (1).
42 - قال السيد نور الدين السمهودي (م / 911 ه‍) بعد ذكر أحاديث الباب: وأما الإجماع، فأجمع العلماء على استحباب زيارة القبور للرجال كما حكاه النووي بل قال بعض الظاهرية بوجوبها، وقد اختلفوا في النساء، وقد امتاز القبر الشريف بالأدلة الخاصة به. قال السبكي: ولهذا أقول: إنه لا فرق في زيارته بين الرجال والنساء. وقال الجمال الريمي في التفقيه: يستثنى من محل الخلاف قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وصاحبيه ثم قال: وقد ذكر ذلك بعض المتأخرين وهو الدمنهوري الكبير، وأضاف إليه قبور الأولياء والصالحين والشهداء (2).
52 - قال الحافظ أبو العباس القسطلاني المصري (م / 933 ه‍): إعلم أن زيارة قبره الشريف من أعظم القربات وأرجى الطاعات والسبيل إلى أعلى الدرجات، ومن اعتقد غير هذا فقد انخلع من ربقة الإسلام، وخالف الله ورسوله وجماعة العلماء الأعلام، وقد أطلق بعض المالكية وهو أبو عمران الفاسي كما ذكره في المدخل عن تهذيب الطالب لعبد الحق: أنها واجبة، قال: ولعله أراد وجوب السنن المؤكدة، وقال القاضي عياض: إنها من سنن المسلمين مجمع عليها وفضيلة مرغب فيها...

(1) المواهب اللدنية للقسطلاني 4: 572 المكتب الإسلامي، بيروت. والآية من سورة النساء: 64.
(2) وفاء الوفا، المجلد الثاني 4: 1362، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»