الثقلان - السيد محسن الحائري - الصفحة ٦٦
على محل وجودها، عند من؟ ومن هو الأعلم بها، والأعرف بها؟ من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المشرع لها والصادع بوحيها؟ ومن بين الأمة وعلمائها؟
فقد وقفنا على مجموعة مهمة من النصوص والآثار التي تدلنا على ذلك، وسنوردها ضمن عنوانين:
1 - إعلان أهل البيت: عن أعلميتهم بالسنة.
2 - اعتراف الصحابة والتابعين والفقهاء بأعلمية أهل البيت عليهم السلام بالسنة وأفقهيتهم في الدين.
1 - إعلان أهل البيت عليهم السلام عن أعلميتهم بالسنة (1) لقد أعلن أئمة أهل البيت عليهم السلام عن علمهم بالسنة وأنهم الأعلم بها، وأنهم مستغنون عن غيرهم في معرفتها، والآخرون هم المحتاجون إليهم في معرفتها، بأساليب مختلفة، وعلى مدى العهود والعصور.

(١) لقد صرفنا القلم عن نقل الأحاديث المرفوعة الدالة على أعلمية أهل البيت عليهم السلام والتي دلت على أن علمهم من عند الله تعالى، وأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورثهم العلم والفهم، وهي كثيرة جدا تبلغ التواتر المعنوي، مثل حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " وقد بحث العلامة المحدث ابن الصديق الغماري عنه في كتابه " فتح الملك العلي " بتفصيل واف شاف، ومثل حديث " من سره أن يحيا حياتي... " وفي لفظ " من أحب... " وفي آخر: " من أراد... " وقد جمع المحدث الأقدم الصفار بعض نصوصه في بصائر الدرجات (ص ٤٨ - ٥٢) في باب بهذا العنوان، والحديث الأخير منه برقم (١٨) نصه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي وعدني ربي، قضيب من قضبانه غرسه بيده، ثم قال له: كن فكان، فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام والأوصياء من ذريتي، فإنهم لن يدخلوكم في باب ضلال ولن يخرجوكم من باب هدى، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.
وفي أكثر نصوصه: " أعطاهم الله فهمي وعلمي ".
أقول: ولا لاحظ مجموعة من مصادر من الخاصة والعامة، في تعليقاتنا على كتاب " الإمامة والتبصرة من الحيرة " للصدوق، (ص 171 - 174) الأحاديث 23 - 27.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»