البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٧٣
وتندفع بأن الشرك إنما هو مع عدم مشروعية الزيارة، وإلا فمع المشروعية والأمر من الشارع لا تكون الزيارة عبادة لغير الله، ألا ترى أن إطاعة أئمة الدين لا يكون خروجا من الدين، حيث أنه بأمر من رب العالمين؟؟ ومن هنا نقول: إن سجدة الملائكة لآدم عليه السلام ما كانت شركا، ولا الأمر بها إشراكا.
وأما قول ابن تيمية على كل من يجوز الزيارة من فرق المسلمين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يشرع لأمته مناسك عند قبور الأنبياء والأولياء.
فالجواب عنه إن المسلمين لا يؤدون منسكا خاصا عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبور أهل بيته وأصحابه إلا ما هو الوارد شرعا، وفي عدة من السنن:
في سنن الزيارة أحدهما: الصلاة والسلام المصرح بهما الشرع كتابا وسنة: (فمن الكتاب) قوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، وقوله تعالى: وسلام على آل يس الشامل لحيهم وميتهم ومثله قوله سبحانه: وسلام على المرسلين.
وأصرح من الجميع قوله سبحانه وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا وقوله تعالى: والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا.
(ومن السنة) ما هو الواجب شرعا في الصلاة من أول: السلام
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»