البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٧٢
وحسبك لوجوب تعظيم قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما حكاه الغزالي الذي هو من أئمة الشافعية - عن كعب الأحبار: أنه ما من فجر يطلع إلا ونزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك وحتى إذا انشقت الأرض في سبعين ألفا من الملائكة يوقرونه - الحديث.
ومثل قبر النبي في كونه مهبط الرحمة قبور أهل بيته وأصحابه المنتجبين، فلا يترك زيارتهم تبركا بقبورهم وحبا وشوقا إليهم، كما كان الناس يحبونهم ويشتاقون إلى زيارتهم حال حياتهم. وليست الزيارة عبادة للمزور، وإلا لما جازت شرعا زيارة المؤمن حيا مع أنها جائزة وراجحة إجماعا.
طعن ابن تيمية على الشيعة والرد عليه وأما قول ابن تيمية: النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمر بما ذكروه من أمر المشاهد فالجواب عنه: أنه قول بلا دليل مع أن لنا الدليل من أمر النبي بزيارة قبره وقبور سائر المؤمنين، ولولا أمره لما كان المسلمون يزدلفون إلى زيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم ويجعلونه شعارا لهم ويحجون إليه في كل عام كما يحجون إلى بيت الله الحرام، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من حج وزار قبري كان كمن زارني.
وفي إحياء العلوم في باب زيارة النبي قال نافع: كان ابن عمر - رأيته مائة مرة أو أكثر - يجئ إلى القبر فيقول: السلام على النبي السلام على أبي بكر السلام على أبي.
وهذا هو العكوف على قبر الذي أنكرته الوهابية على المسلمين وادعت أنه الشرك.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»