* وقال السيد شرف الدين في كتابه أبو هريرة: 1 / 95: (وقد كان صلى الله عليه وآله رأى في منامه كأن بني الحكم ابن أبي العاص ينزون على منبره كما تنزو القردة، فيردون الناس على أعقابهم القهقرى، فما رؤي بعدها مستجمعا ضاحكا حتى توفي. (أخرجه الحاكم في ص 480 من الجزء الرابع من مستدركه في كتاب الفتن والملاحم وصححه على شرط الشيخين واعترف الذهبي بصحته في تلخيص المستدرك على تعنته). وقد أنزل الله تعالى في ذلك عليه قرآنا يتلوه المسلمون آناء الليل وأطراف النهار: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا وكفرا). الإسراء - 6.
والشجرة الملعونة في القرآن هي الأسرة الأموية، أخبره الله تعالى بتغلبهم على مقامه وقتلهم ذريته، وعبثهم في أمته فلم ير بعدها ضاحكا حتى لحق بالرفيق الأعلى. وهذا من أعلام النبوة وآيات الإسلام، والصحاح فيه متواترة، ولا سيما من طريق العترة الطاهرة.
أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر هؤلاء المتغلبين، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
وحسبك من إعلانه أن الحكم بن أبي العاص استأذن عليه مرة فعرف صلى الله عليه وآله صوته وكلامه فقال: (إئذنوا له عليه لعنة الله، وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنون منهم وقليل ما هم، يشرفون في الدنيا ويضعون في الآخرة، ذووا مكر وخديعة يعطون في الدنيا، وما لهم في الآخرة من خلاق). (أخرجه الحاكم وصححه في ص 481 من الجزء الرابع في كتاب الفتن والملاحم).