الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ٩٠
الله الذين هم حقيقة عباد لله قد استشعروا في نفوسهم حقيقة العبودية له هم الأنبياء عليهم السلام وأوصياؤهم، والله سبحانه وتعالى ينفي أن يكون له على عباده هؤلاء سلطان بأن يوقعهم في معصية. ومخالفة لله سبحانه وتعالى مخالفة منهي عنها بأمر تحريمي مولوي لا إرشادي تنزيهي.
وأما بالنسبة لإشكالك فأقول لك: لقد أثبتنا لك أعلاه أن مناصرة موسى عليه السلام للقبطي ليست معصية ولا ذنب ولا شئ (كذا) من ذلك، فقط إن موسى عليه السلام قد استعجل في القضاء على القبطي المستحق للقتل باعتبار أنه من أتباع فرعون وكان الأولى أن لا يقتله لا لأنه غير مستحق للقتل، بل لأن في قتله له صار موسى عليه السلام مطالبا من قبل فرعون وسلطته، وعرض نفسه للخطر بل والموت إن قبض عليه حيث سيقتص منه بسبب قتله للقبطي.. إلى غيرها من الآثار السلبية التي حصلت ونجمت عن ذلك، كما يذكرها القرآن الكريم.
وطبعا لا أحد يقول إنه ينبغي أن نقتدي بموسى عليه السلام في مثل هذا الفعل والقضاء على الخصم في حالة ما إذا كانت الآثار السلبية كبيرة وخطيرة جدا على الفرد نفسه أو على الجماعة والإيجابيات أقل.
فما دام وضح وتبين لنا أن هذا الفعل الصادر من هذا النبي (موسى) كان من قبيل الخطأ غير المقصود، أو من قبيل المخالفة للأولى، لا مجال للاقتداء به فيه ولا ينبغي الاقتداء بذلك.
ومجال الاقتداء بالمعصوم - سواء الاقتداء الواجب أو المندوب - في فعله هو في غير ما لم يثبت أن فعله هذا خلاف الأولى.
ونقاشنا ليس حول ذلك بل حول صدور المعصية من الأنبياء.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483