الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٥٦
الثقلين، بل لا يكتمل الدين إلا به، فإذا سقط، سقط ما عداه فكانت الميتة جاهلية والعياذ بالله.
إن توسل شعارات الوحدة والانفتاح على المسلمين لتسريب مقولات من مثل; إن الإمامة كالخلافة أمر اجتهادي، لهو تكريس للموقف المعادي لإمامة أهل البيت (عليهم السلام)، لما يقتضيه من القول بأن الإسلام أغفل شأن الإمامة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) فباتت موردا للاجتهاد، ولما يقتضيه من جعل الإمامة مثل الخلافة صادرة عن البشر لا عن الله تعالى. ولو أن الله أغفل شأن الإمامة، ما كان ليحق لأحد أن يجتهد فيقول إن الله تعالى قد اختار أئمة معصومين طاعتهم فريضة، فيكون افتراء على ذي العزة والجلال، مما يظهر خطورة الادعاء بأن الإمامة المعصومة شأن اجتهادي كالخلافة البشرية، ويجعله بهتانا لا يحتمل، سواء جاء عن إدراك لمترتباته أو دونما إدراك.
مثل هذه المحاولات التي تقوم على إسقاط عقائد أحد الطرفين لا تعبر عن حالة انفتاح ولا تنتج وحدة، بل مزيدا من التباعد باستدعاء الطرف المعني إلى الدفاع عن عقائده المستهدفة، مما يكشف أن الهدف الحقيقي ليس انفتاحا ولا وحدة بمقدار ما هو استهداف لعقائد الشيعة بالتوهين، فلا ينتج إلا مزيدا من تمسك الشيعة والدفاع عن عقائدهم، ولطالما أجادوا في ذلك خلال 14 قرنا في مواجهة مخالفيهم، حتى أفلجوا الحجة، ولم يتركوا لأحد ما يقول، بل أن إثارة مواضيع من هذا القبيل في العقائد والتاريخ ليست ذات طبيعة ملحة في ما يتعرض له وجود المسلمين
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»