الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٥٣
ما شأنه أهجر، استفهموه، فذهبوا يردون عليه فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصاهم بثلاث قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال:
فنسيتها (1) فهل هذا نسيان من الراوي أم أنه إسقاط من الناقل لأمر مهم لا يراد أن يشيع بين الناس لمخالفته لإرادة المتسلطين الذين يعاقبون الذاكر لعلي وأهل البيت عليه وعليهم الصلاة والسلام بالتشريد وهدم الدور وقطع الألسن والقتل.
خامسا: معارضة النصوص بوضع نصوص مكذوبة يظهر فسادها من تلقاء ذاتها، كحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، فجعلوا للمدينة سقفا وجدرانا ونوافذ لإعطاء المنزلة لثلاثة آخرين والتقليل من وقع الدلالة على منزلة علي (عليه السلام) من العلم.
وكحديث الكساء الذي يدل على أن أهل البيت في آية التطهير وآية المودة هم إلى جانب الرسول (صلى الله عليه وآله) علي وفاطمة والحسن والحسين (ع)، فعارضوه برواية تضيف خادم النبي، وأخرى تضييف إحدى زوجاته، في مقابل النص المستفيض لدى غير الإمامية الذي يبين أن أهل البيت هم أصحاب الكساء الخمسة (عليهم السلام) (2)

(١) البخاري ج ٥ ص ١٣٧ أفست دار الفكر على ط استامبول و ج ٦ ص ١١ ط مطابع الشعب. وتاريخ الطبري ج ٣ ص ١٩٢ - ١٩٣ (٢) راجع في استقصاء الأسانيد والروايات كتاب العصمة للعلامة السيد كمال الحيدري والملحق التوثيقي بذيل المراجعات ط 2 بيروت 1982.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»