الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٦٦
من قبيل الجهل بهذه الحقائق، وليراجع البحث التوثيقي للحديث في كتاب العصمة (1) الذي نوهنا به قبل قليل، وهذا كله يؤدي بنا إلى قول بأن اعتبار أهل البيت (ع) أنهم هم محمد وآله (صلى الله عليه وآله) هو مما يوافق الواقع الذي لكل إنسان في أهل بيته من جهة أولى، وهو مؤيد بالنص النبوي المتفق عليه من جهة أخرى، أما الدعوى بأن الزوجات فيهم، فلا تعتمد على نص صحيح يؤيده، بل يعتمد على سياق الآيات، الأمر الذي لا يصلح دليلا على سبب النزول في هذا المورد أو غيره من آيات القرآن في وجه أسباب نزول معلومة، هذا من جهة أولى، بينما نجد في عدة روايات موثقة لحديث الكساء لدى صحاح السنة مروية عن أمهات المؤمنين أم سلمة (ر) وعائشة (ر) أن زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) مستثنون من الآل، وهكذا لا يبقى من سبب وجيه للإدعاء بذلك.
إن هذه الحقيقة ليست أمرا جدليا نظريا، بل أمر بالغ الأهمية لأن هذه الصفة، آل محمد (صلى الله عليه وآله)، ليست حالة من القرابة

(١) كتاب العصمة للسيد كمال الحيدري، وكذلك يراجع الملحق التوثيقي للعلامة الشيخ حسين الراضي بذيل المراجعات ط ٢ بيروت ١٩٨٢ حيث أثبت المصادر الكثيرة لحديث الكساء وفي مختلف مناسباته ص ٢٨، ٢٩، ٤٠، ٤١، ٤٢، ٤٣، ويذكر الشيخ معتصم سيد أحمد في كتابه (الحقيقة الضائعة ص ٩٦) في كلامه عن حديث الكساء وأنه في النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام " وهو من الأخبار الصحيحة المتواترة لم يضعفه أحد من الأولين والآخرين، ويطول بنا المقام إذا ذكرنا كل هذه الروايات، فإنا أحصيت منها سبعا وعشرين رواية كلها صحيحة ".
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»