الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٠٨
كتاب الله والغدير وما كان يوم الغدير حدثا طارئا أو رواية كباقي الروايات الكثيرة في الإسلام ذات شأن عادي لا أبدا فهو من أعظم ما يقوم عليه الإسلام بعد إعلان التوحيد والرسالة. كان قبيل إعلانه الإسلام لما يكمل والنعمة لما تتم على المسلمين وعلى الأخص وأن رسول الله كانت له حجة وداع وأنه دعى فأجاب والمسلمين لما يتغلغل الإيمان بعد إلى أعماقهم إلا نخبة قليلة والأعداء لهم بالمرصاد والعصبية القومية لما تزول من النفوس كما سنرى سياق منها في قريش سواء بين المهاجرين الأولين أو المسلمين منهم بعد الفتح وبين المهاجرين والأنصار وبين الأوس والخزرج في الأنصار وهناك يحيطهم المنافقون والمشركون واليهود والنصارى ورسول الله هو المحور والقطب الذي يستمد منه المسلمون قدرتهم وآرائهم وتعاليمهم ونبي الإسلام هو المعلم والقاضي والمدير والمشرع والمجري والمنفذ في كل كبيرة وصغيرة وحتى في الحملات الكبيرة والصغيرة وهو الملاذ في المحن والمدبر في النوائب وحتى في أحرج الساعات التي يحمى فيها وطيس الحرب كما قال علي بن أبي طالب هو الوحيد يلوذون به فتهدأ نفوسهم الجائشة ويزيد قدرتهم على الدفاع والهجوم، وهذا كله يعرفه الله ورسوله وهو على وشك أن يجيب ربه فلمن يترك هذه المقاليد ومن يليق به أن يجمع الشمل ويحقق الأمر ويكمل أعماله الرسول ويجيب على أسئلة
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»