ينظر في كل أمر ومستلزماته وكل فرد وتعيينه في منصب حسب كفاءته وسابقته وعلمه وتضحيته واجتهاده وتقواه وإخلاصه وهل كان بنو أمية أولى من الأنصار..
الخ فعلام يدل هذا السؤال؟ ألا يدل أنه يحسب ذلك ملكا وملكية لا خلافة وهكذا سار فيها وتحكم فيها فتراه يبعد القريب ويقرب البعيد ويستخدم على أساس بعيد كل البعد عن المباني التي سار عليه الإسلام فهو يقصي جماعة أسبق في الإسلام وأحق بالأمر ويدني الأبعد سابقة وشرفا وتقوى وتضحية وبينهم من لم يتقبل الإسلام إلا خوفا أو طمعا فانظر الولاة في معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بين شارب خمر وزان ومتجاهر بالفسق والظلم، نعم لم يراعوا فيها الكفاية الإسلامية بل عادوا إلى العصبية الجاهلية والسياسة القبائلية النعرة القرشية ولم يبينوا مبانيهم على أحكام الله ورسوله منذ البداية طالما غصبوها من صاحبها وحادوا عن الجادة التي خطها لهم الله ورسول الله بل على نقيض ذلك. فراجع أقوالهم وأعمالهم ومتناقضاتهم، ونرى أبو بكر يريد أن يسأل رسول الله عن ميراث ابنة الأخ والعمة وعندهم من قال فيه رسول الله أنا مدينة العلم وعلي بابها فترى الخليفة يجهل الميراث ويتجاهل ممن يسأل وكيف يسأل، يتجاهل أن دونه أعلم الأمة ووصي رسول الله، وكم رأى بأم عينه المشكلات التي حلها وما نطق فيه رسول الله وما نزل فيه من الآيات ومن حل أسئلة اليهود والنصارى التي أعيتهم، فما قولك عن هذا التظاهر بالجهل وإخفاء ما يعلم والتنكر له، لقد أراد وأخلط الأمور وتعكير المياه لصيدهم، فتراه من جهة يريد أن يسأل رسول الله عمن عين بعده لهذا الأمر إلى سؤاله عن ميراث ابنة الأخ والأخت والعمة وذلك السؤال البالغ إلى هذا السؤال التافه. علام ينطوي هذا كله؟ فكأنه عرف كل شئ وخفى عنه هذا وهو يجهل كلمة الأب (وفواكه وأبا) ولنثبت وندلل على ما سنه صاحب الشريعة وسيد الرسل