قدرت عليه مطعوما وتقنع بالملح مأدوما، لأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها (1) مستفرغة دموعها، أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك وتشبع الربيضة من عشبها فتربض (2) ويأكل على من زاده فيهجع قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة (3) والسائمة المرعية.
طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها وعركت (4) بخبها بؤسها وهجرت في الليل غمضها حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهمهمت بذكر ربهم شفاههم وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم * (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) * فاتق الله يا بن حنيف ولتكفك اقراصك ليكون من النار خلاصك.
ترى كيف يسير يا بن حنيف المسالك ويهذب أخلاقه من الدنس ونفسه من الريبة ويحضه على الخلق السامية والمثل الإنسانية والتقوى والبر والإحسان ويحيى فيه الوعي الأمثل في الوجدانيات والتضحيات في سبيل الوصول إلى أرقى درجات البشرية والخدمة الإنسانية والاقتداء بإمامه الذي قال ففعل.
نعم هذا علي (عليه السلام) حتى في أشد حالات مصابه لم تفارقه نفسه الزكية أن يدلي في ألد خصومه الذي ضربه ضربة الموت ذلك الكافر الفاسق الخارج على الدين والإسلام والمزعزع أركان الإيمان والذي فجع المسلمين وآل بيت الرسالة بزعيمهم وإمامهم نعم حتى في هذه اللحظة يقر العدالة ويحكم بالقسط وينهى عن تجاوز