القوم وهم ماءة ألفا أو يزيدون قريبا من الجحفة فأمره أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان وأن يقيم عليا علما ويبلغهم ما نزل فيه وقد عصمه من الناس وهذا مسلم عند جميع المسلمين دون استثناء في الشيعة والسنة بيد وقد مر ذكر قسم عن المؤلفين أخص منهم الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 حيث أخرج بإسناده عن زيد بن أرقم قال: لما نزل النبي (صلى الله عليه وسلم) بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع وكان في وقت الضحى والحر شديد أمر بالدوحات فضت ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال: إن الله تعالى أنزل إلي * (بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) *، وقد أمرني جبريل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد واعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام بعدي فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربي لعلمي بقلة المتقين وكثرة المؤذين لي واللائمين لكثرة ملازمتي لعلي وشدة إقبالي عليه حتى سموني أذنا فقال تعالى: * (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم) * ولو شئت أن أسميهم وأدل عليهم لفعلت ولكني بسترهم قد تكرمت فلم يرض الله إلا تبليغي فيه فاعلموا.
معاشر الناس ذلك فإن الله قد نصبه لكم وليا وإماما وفرض طاعته على كل واحد، ماضي حكمة جائز قوله، ملعون من خالفه، مرحوم من صدقه اسمعوا وأطيعوا، فإن الله مولاكم وعلي إمامكم ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى القيامة لا حلال إلا ما أحله الله ورسوله ولا حرام إلا ما حرم الله ورسوله وهم، فما من علم إلا وقد أحصاه الله في ونقلته إليه فلا تضلوا عنه ولا تستنكفوا منه فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به، لن يتوب الله على أحد أنكره ولن يغفر له، حتما على الله أن يفعل ذلك أن يعذبه عذابا نكرا أبد الآبدين، فهو أفضل الناس بعدي ما نزل الرزق وبقي