الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٠٩
القوم ويفقههم ويعلمهم ويحل مشاكلهم كرسوله في الحل والترحال والسلم والحرب لقد ثبت إلى هذه الساعة وهذا اليوم من أحاديث رسول الله وأعماله أن عليا أول المسلمين بعده وأنه وصيه ووزيره وأعلمهم وأتقاهم وأنه حبيب الله ورسوله وأنه عالم لا يعلم وأن الله ورسوله يحب من أحبه ويغضب على من غضب عليه ونزلت فيه آيات جمة وبينت فضائله ولكن اليوم وقد اتسعت رقعة المسلمين اتساعا بالغا وأكثرهم لما يعرفوا ذلك ولم يطرق سمعهم فضائل علي وكرامته ومنزلته من الله ورسوله. وقد حانت الساعة الموعودة بعد نهاية الحج وقد جاء المسلمون من كل حدب وصوب ومن كافة الأقطار لتلبية الدعوة وأخذ التعاليم وقد حضر على من مهمته من اليمن فالدواعي والأسباب كلها كملت وعندها جاء أمر الله على نبيه الكريم ونزلت فيه.
1 - آية الابلاغ.
الآية الكريمة * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (في علي) وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * انظر لصرامة الأمر هذا الأمر الصريح وقوله وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، وقوله والله يعصمك من الناس.
فما معنى الأولى وهي ما بلغت رسالته أليست أن الرسالة كلها كأن لم تبلغ وأن أمر المسلمين سيعود القهقرى ويزول من الوجود إن لم تعين خليفتك الذي يتابع ما بدأت وينجز أوامر الله ونواهيه كرسوله من بعده وفي الثانية: * (والله يعصمك من الناس) * يدل من فحواها أن رسول الله كان في حيرة من الناس المعارضين في هذا الأمر سوف نرى وقد خالف من خالف في البدء فهلك في الحال وخالف من خالف فيما بعد وقد هلك وعند الله القصاص لكل منهم. وكان نزول هذه الآية يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة حجة الوداع لخمس ساعات مضت من النهار وكان أوائل
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»