وهاهو الحسين عليه السلام، وارث كل الأنبياء، وإمام عصره، وسيد المسلمين في زمانه، يجد المخطط الأموي لعودة الناس إلى الجاهلية يطبق، والإسلام بكل شرائعه وشرائحه يهدد بالاندثار والإبادة، ويجد أمامه هذه الكثرة من كتب القوم، ودعواتهم، وبيعتهم، وإظهارهم للاستعداد، فأي عذر له في تركهم؟ وعدم الاستجابة لهم؟
وهل المحافظة على النفس، والرغبة في عدم إراقة الدماء، والخوف من القتل، أمور تمنع من أداء الواجب، وتعرقل مسيرة المسؤولية الكبرى، وهي المحافظة على الإسلام وحرماته؟ وإتمام الحجة على الأمة بعد دعواتها المتتالية؟ واستنجادها المتتابع؟
ثم هل تعقل المحافظة على النفس، بعد قطع تلك المراحل النضالية والتي كان أقل نتائجها المنظورة القتل، حيث إن يزيد صمم على الفتك بالإمام عليه السلام الذي كان يجده السد الوحيد أمام استثمار جهود أبيه في سبيل الملك الأموي العضوض فلا بد من أن يزيحه عن هذا الطريق، وتتمنى الدولة الأموية لو أن الحسين عليه السلام يقف هادئا ولو للحظة واحدة حتى يركز في استهدافه ويقتله، وحبذا لو كان قتل الحسين بصورة اغتيال حتى يضيع دمه وتهدر قضيته، وقد أعلن الحسين عليه السلام عن رغبتهم في أن يقتلوه هكذا، وأنهم مصممون على ذلك حتى لو وجدوه في جحر، وأشار يزيد إلى جلاوزته أن يحاولوا قتل الحسين أينما وجدوه ولو كان متعلقا بأستار الكعبة، فلماذا لا يبادر الإمام عليه السلام إلى انتخاب أفضل زمان ، وأفضل مكان، وأفضل شكل للقتل الزمان: يوم عاشوراء، المسجل في عالم الغيب، والمثبت في الصحف