اعتدت بنو إسرائيل في السبت [268] وقال عليه السلام: والله، لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي [266] وقال من شافه الحسين: رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض، فقلت: لمن هذه؟
قالوا: هذه لحسين، فأتيته، فإذا شيخ يقرأ القرآن - والدموع تسيل على خديه ولحيته - فقلت: بأبي أنت وأمي، يا بن رسول الله، ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد؟
فقال: هذه كتب أهل الكوفة إلي، ولا أراهم إلا قاتلي.
وأولى بالحسين عليه السلام أن يعلم ما يجري في الغيب من خلال إخبار جده المرسل، لأنه من أعلام الإمامة التي زانها وحديث كربلاء: أحزانها وتربتها:
واسم كربلاء نفسه، الذي لم يذكر في تراث العرب القديم، وإنما جاء على لسان الغيب، وسمعه العرب أول مرة في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في ما رواه سعيد بن جهمان، قال:
[233] إن جبرئيل أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتراب من تربة القرية التي يقتل فيها الحسين، وقيل: اسمها كربلاء!