الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٦ - الصفحة ٣٣
مر لنا بأعطياتنا وأرزاقنا فإنك قد حبستها عنا ولم يكن ذلك لك، ولم يكن يطمع في ذلك من كان قبلك وقد أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين وتقريض المجرمين، فقام معه نحو ثلاثين رجلا - هكذا في الأغاني وفي الدرجات الرفيعة - فقام معه ثلاثة آلاف، وفي تاريخي الطبري وابن الأثير قام أكثر من ثلثي الناس [الذين كانوا في المسجد] يقولون صدق والله حجر وبر، مر لنا بأعطياتنا فإنا لا ننتفع بقولك هذا ولا يجدي علينا وأكثروا في ذلك، فنزل المغيرة ودخل القصر فاستأذن عليه قومه ودخلوا عليه ولاموه في احتماله حجرا، فقال لهم: إني قد قتلته، قالوا:
كيف ذلك؟ قال: إنه سيأتي أمير بعدي فيحسبه مثلي فيصنع به شبيها بما ترون فيأخذه عند أول وهلة فيقتله شر قتلة، وإنه قد اقترب أجلي وضعف عملي وما أحب أن أبتدئ أهل هذا المصر بقتل خيارهم وسفك دمائهم فيسعدوا بذلك وأشقى، ويعز معاوية في دنياه ويذل المغيرة في الآخرة، وسيذكرونني لو قد جربوا العمال [بعدي] ثم هلك المغيرة سنة 50 من الهجرة، فجمع معاوية الكوفة
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»