الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٦ - الصفحة ٣٨
مضت الليالي والأيام والتحق زياد بمعاوية وقربه إليه، واقتضت المصلحة أن ينسبه إلى أبي سفيان ويصحح نسبه ويدعيه أخا له، على الرغم مما عرف به واشتهر " ابن سمية " العاهرة المشهورة من صاحبات الرايات الحمر في مكة والطائف حينذاك. ومعروف بابن أبيه لأنه كان مجهول الأب والنسب.
دخل زياد الكوفة أميرا عليها من قبل معاوية الطاغية فتجبر وطغى هو أيضا، وصار يتتبع المؤمنين من شيعة الإمام علي (عليه السلام) ويطاردهم وينكل بهم تحت كل حجر ومدر، ولم يكتف بذلك ولم يبرد حقده وغليله حتى قتل بعضهم وقطع أيديهم وأرجلهم وسمل عيونهم وهدم دورهم وحبس وعذب نساءهم وشيوخهم وأطفالهم، وهجرهم من أوطانهم، وفعل الأفاعيل التي يندى لها جبين الإنسانية بالمصلحين المؤمنين وليس لهم أي جرم أو ذنب سوى ثباتهم على عقيدتهم وولائهم للإسلام ولإمامهم وللقيم والأخلاق وتتبعهم تتبع الخبير العارف بهم.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»