الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٦ - الصفحة ٣٢
منتزع من جميع كلامهم، أن المغيرة بن شعبة لما ولي الكوفة كان لا يدع ما وصاه به معاوية من شتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعته، والاستغفار لعثمان والدعاء له.
فيقوم حجر عند ذلك فيقول: بل إياكم قد ذم الله ولعن، إن الله عز وجل يقول: * (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم) * (1) وإني أشهد أن من تذمون أحق بالفضل ممن تطرون، ومن تزكون أحق بالذم ممن تعيبون! فيقول له المغيرة: يا حجر أكفف عن هذا واتق غضبة السلطان وسطوته فإنها مهلكة وكثيرا ما تقتل مثلك، ثم يكف عنه، فلم يزل كذلك حتى كان المغيرة يوما في آخر أيام إمارته، يخطب على المنبر فنال من علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولعنه ولعن شيعته، كما كان يفعل ذلك من قبل، فوثب حجر بن عدي فصاح بالمغيرة صيحة أسمعت كل من كان في المسجد وخارجه، فقال له: إنك لا تدري أيها الانسان بمن تولع أوهرمت؟

(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»