الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٨٧
وثمة من يقول إن الحسن بن الصباح كان في مصر حين وقوع الخلاف على ولاية العهد فلم يقر ما جرى وكان ممن يرون أن المستنصر كان مكرها على تولية ولده أحمد وأن الأمر هو لنزار لا لأحمد ففر الحسن بن الصباح من مصر داعيا إلى نزار ثم أرسل بعض فدائييه فأحضروا ابنا لنزار إلى قلعة الموت. وفي قول آخر إنه لم يخرج من مصر حتى أخرج معه ابنا لنزار واسمه في سلسلة الأئمة النزاريين علي ولقبه الهادي. فأخفاه الحسن وستره. وبهذا أصبح الحسن بن الصباح الرجل الأول والموجه الفعلي للدعوة النزارية. ويقول الدكتور محمد كامل حسين عن الحسن الصباح " أصبح صاحب الأمر في الدعوة الجديدة دون أن يدعي الإمامة وإن كان العقل المدبر واليد الفعالة لجميع الحوادث التي كانت تجري في العالم الإسلامي في ذلك العصر ".
وبعد وفاة الحسن بن الصباح عام 518 ه‍ وعندما تولى أمر الدعوة النزارية الحسن الثاني بن محمد كيابزرك سنة 558 ه‍، وهو الذي يقرن اسمه بجملة " على ذكره السلام " طرأ تحول خطير على العقيدة الإسماعيلية النزارية ذلك أن الحسن الثاني المذكور دعا أتباعه إلى طرح جميع التكاليف والامتناع عن إقامة الفرائض وبذلك انقطعت الصلة بين هذه الفرقة، وبين العقيدة الإسماعيلية الفاطمية ولكنها ظلت مع ذلك تحمل اسم " الإسماعيلية ".
وفي 17 رمضان سنة 559 ه‍ أذاع الحسن الثاني بأنه هو الإمام من نسل نزار بن المستنصر وبذلك أعلن ظهور الأئمة النزاريين بعد أن كان هو ومن قبله يحكمون باسم الإمام المستور. على أن الحسن الثالث جلال الدين حفيد الحسن الثاني الذي تولى الأمر سنة 607 ه‍. أمر بالقيام بالفرائض الدينية والعودة إلى ما كان عليه الحال قبل جده الحسن الثاني وأمر ببناء المساجد وقرب إليه الفقهاء والقراء وأحسن إليهم ثم اتصل بالخليفة العباسي الناصر لدين الله وبالملك خوارزم شاه وغيرهما من ملوك المسلمين وأمرائهم.
وقد توالى على حكم النزارية منهم ثمانية أشخاص هم: حسن الصباح الحميري وكيابزرك أميد وحسن بن محمد بزرك أسيد، ومحمد بن حسن وجلال
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»