الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٨٦
أن وزير الخليفة الأفضل بن بدر الجمالي أخذ يماطل بذلك ليحول دون نزار وولاية العهد لأمور كانت بينه وبين نزار ولقرب أبي القاسم أحمد من الوزير الأفضل. كما يرون أن المستنصر توفي ووزيره الأفضل مسيطر على الحكم فتمت بذلك ولاية العهد وانتقال الخلافة لأبي القاسم أحمد الذي لقب بالمستعلي بالله (1).
وهكذا فقد انقسم الإسماعيليون عام 487 ه‍ إلى فرقتين: واحدة تقول بإمامة أبي القاسم أحمد المستعلي بالله وسميت بالتالي المستعلية، والثانية تقول بإمامة نزار وسميت بالتالي النزارية.
الإسماعيليون النزاريون على أثر تولي المستعلي بالله أبي القاسم أحمد الخلافة بعد المستنصر مضى نزار إلى الإسكندرية فتلقاه واليها ناصر الدين أفتكين بقبول حسن وبايعه هو وأهل الإسكندرية فلما علم الوزير الأفضل بن بدر الجمالي بذلك خرج إلى الإسكندرية يقود جيشا كثيفا ولكنه انهزم وعاد إلى القاهرة. ثم جهز جيشا آخر وعاد لحصار الإسكندرية والتضييق عليها بعد أن استمال بعض أتباع نزار من العربان فاضطر للتسليم هو وأفتكين فأمنهما الأفضل ثم فتك بهما.
على أن في النزاريين من يقول أن نزارا لم يقتل في مصر وإنه غادرها مع أهل بيته متخفيا بزي التجار نحو سجلماسة حيث مكث عند عمته هناك بضعة شهور حتى عادت إليه الرسل التي أوفدها لإبلاغ الحسن بن الصباح عن محل إقامته فسار إلى جبال الطالقان مع أهل بيته ومن بقي من دعاته حيث استقر بقلعة الموت مع الحسن بن الصباح.

(١) قال حظي الدولة أبو المناقب عبد الباقي بن علي التنوخي يرثي المستنصر ويؤيد المستعلي من قصيدة:
وليس ردى المستنصر اليوم كالردى - ولا أمره أمر يقاس به أمر وقد بكت الخنساء صخرا وإنه - ليبكيه من فرط المصاب به الصخر وقلدها المستعلي الطهر حسب ما - عليه قديما نص والده الطهر
(٨٦)
مفاتيح البحث: الموت (1)، القتل (1)، البكاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»