الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٨٢
حربيا استراتيجيا من الدرجة الأولى، وأن هذه الصفات اكتشفت فيه (الآن) وأن هذا الاكتشاف يستند إلى حفر الأرض.
نحن هنا نعطي صورا عن معارك جنگيز التي انتصر فيها انتصارات كاسحة لم تكن نتيجة خطط حربية استراتيجية من الدرجة الأولى، بل كانت نتيجة ظروف أتاحها له عدوه الخائر العزم الواهي الهمة المنهزم النفس محمد بن تكش شاه خوارزم ما نوجزه فيما يأتي:
كان جنگيز عازما على غزو تركستان ولم يكن في نيته التعرض لخوارزم، ولكن جيشه كان في حاجة إلى كسوة غير متوافرة في بلاده، وهي متوافرة في خوارزم، لذلك أرسل بعثة تجارية من 450 رجلا يذكر المؤرخ النسوي أن رجالها كانوا من المسلمين على رأسها كل من: عمر الاتراري، والجمال المراغي، وفخر الدين الديزكي البخاري وأمين الدين الهروي.
ويقول الجوزجاني أن قافلة البعثة كانت تحتوي على خمسمائة جمل.
أما مهمة البعثة فهي شراء الكسوة التي يحتاجها جنگيز لجيشه. وأما الخمسمائة جمل فكانت تحمل الذهب والفضة والحرير الصيني والفرو الثمين وغيرها مما هو في بلاد جنگيز لبيع ما تحمله وإضافة ثمنه إلى الكثير من الذهب والفضة لدى البعثة. ثم شراء ما يحتاجه جيش جنگيز من كسوة.
مضت القافلة الكبيرة حتى بلغت أول مدينة في خوارزم وهي مدينة أوترار، وكان وجودها في المدينة وجودا بارزا حمل والي المدينة على وقف مهمة رجالها وإبلاغ أمرهم إلى محمد بن تكش شاه خوارزم.
أدهش الحلي الكثير الذي تحمله القافلة شاه خوارزم إلى أن غشت المطامع بصيرته فأرسل إلى واليه في أوترار يأمره بقتل رجال البعثة حملة الذهب والفضة والفرو والحرير واحتواء جميع ما يحملونه وإنفاذه إليه. فقتل الوالي التجار جميعا وقبض الثروة الضخمة وأنفذها إلى خوارزم شاه، فأسرع هذا ببيعها على تجار بخارا وسمرقند وقبض أثمانها.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»