فالمسلمون الذين صحبوه كانت لهم مصالحهم التجارية ومنافعهم الشخصية وضعفهم النفسي، وقد كانت انتصارات جنگيز تؤمن لهم المصالح والمنافع فلم يبالوا بغيرها، وحتى لو بالوا أو بالى بعضهم فقد كانوا في نفوسهم أضعف من أن يتصدوا لشئ، وكانوا في واقعهم من أن يبالي بهم جنگيز.
أما هولاكو الذي لا يقل أصالة في الشر عن جده جنگيز فقد كان له كابح يلوي عنانه ويروض جماحه ويثني من انطلاقه، هذا الكابح الذي لم يكن مثله لجنگيز.
هذا الكابح تمثل في شخص الرجل المخلص القوي النفس الماضي العزيمة الذي إذا قال عنا السامع لقوله، ولو كان هذا السامع هولاكو الجبار العاتي...
ما كان أبلغ كلمة محمد مدرسي التي افتتحنا بها هذا الفصل وهي: " فضلا عن مقام الطوسي العلمي استطاع بتأثيره على مزاج هولاكو أن يستحوذ تدريجيا على عقله وأن يروض شارب الدماء فيوجهه إلى إصلاح الأمور الاجتماعية والثقافية والفنية ".
كان فضل نصير الدين الطوسي على العالم الإسلامي باضطراره لمصاحبة هولاكو - كان فضله أن لم يكن مصير: قزوين وهمذان والدينور وكرمنشاه وحلوان وأسدآباد والبصرة وتستر وكل مدن خوزستان، ثم بغداد (1) وبعد ذلك ديار