ما تحكمه الإمارة الأغلبية بل كانت عاصمة إمارة بني مدرار وهم خوارج صفرية (1) وإمارتهم مستقلة سياسيا ومذهبيا عن العباسيين وعن أتباعهم الأغالبة في إفريقيا، وربما كان هذا هو السبب في اختيار المهدي لها.
لذلك لم يكن لزيادة الله حكم على ابن مدرار فيأمره بالقبض على الرجل المشتبه بأنه عبد الله المهدي الذي هو في عقيدته ودعوته أعدى أعداء الخوار ج، وإنما نبهه إلى حاله، وكان ذلك كافيا لإقدام ابن مدرار على سجنه.
وتوالت انتصارات أبي عبد الله ففتح مدينة ميلة ومدينة سطيف وغيرهما، فهال ذلك زيادة الله فراح يجمع العساكر ويبذل الأموال فتكون له جيش كبير ولى قيادته أحد أقربائه المسمى إبراهيم بن خنيش، وكان - على حد تعبير ابن الأثير - لا يعرف الحرب!.
وماذا تغني كثرة الجند إذا كانت القيادة جاهلة لا كفاءة لها، لذلك فإن