الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٢٤١
28): لما رأى ابن حوشب الذي عرف بمنصور اليمن أن دعوته إلى المهدي لقيت قبولا لدى كثير من أهالي بلاد اليمن كتب إلى محمد الحبيب وولده عبيد الله بسلمية يخبرهما بما فتح من البلاد كما بعث إليهما بالأموال والهدايا.
ونلاحظ أن الكاتب قد سمى الخليفة الفاطمي الأول: عبيد الله في حين أن الاسم الصحيح هو: عبد الله.
ويقول الدكتور سرور أيضا: كان لضعف الدولة الزيادية أثر كبير في نجاح الدعوة الفاطمية في بلاد اليمن، ففي الوقت الذي تفككت فيه عرى وحدة هذه الدولة بعث محمد الحبيب إمام الإسماعيلية بسلمية علي بن الفضل اليماني وأبي القاسم رستم بن الحسين بن فرج بن حوشب الكوفي إلى تلك البلاد لينشر الدعوة للمهدي من آل محمد، فلما وصلا اليمن السنة 1268 أخذا في بث دعوتهما. ثم بني ابن حوشب حصنا بجبل لاعة وأعد جيشا زحف به على صنعاء وأخرج منها بني يعفر، كما بعث الدعاة إلى جميع أرجاء اليمن فنشروا الدعوة الإسماعيلية بين أهلها، وتمكن بمعاونتهم من التغلب على كثير من بلادها.
ويقول الدكتور سرور (ص 67 - 69): كانت الدعوة الإسماعيلية في بلاد اليمن بحاجة إلى توحيد جهود كل من ابن حوشب وعلي بن الفضل في سبيل نشرها لكن علي بن الفضل لم يتعاون مع ابن حوشب تعاونا صادقا لتحقيق هذه الغاية بل كثيرا ما استقل عنه في نشر تلك الدعوة.
ثم يقول: كما طمع في الاستقلال ببلاد اليمن بعد أن استقرت له الأمور في كثير من أرجائها وخلع طاعة عبد الله المهدي الخليفة الفاطمي في بلاد المغرب فبعث إليه ابن حوشب رسالة يعاتبه فيها ويذكره بما كان من رعاية محمد الحبيب لهما وقيامه بأمرهما وقال له: كيف تخلع طاعة من لم تنل خيرا إلا به وتترك الدعاء له، أو ما تذكر ما بينك وبينه من المواثيق والعهود. فلم يعبأ ابن الفضل بقوله وكتب إليه: إنما هذه الدنيا شاة ومن ظفر بها افترسها.
ثم يقول: لم يكتف ابن الفضل بخروجه على عبد الله المهدي، بل ثار أيضا
(٢٤١)
مفاتيح البحث: علي بن الفضل (3)، الغلّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»