الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٢٤٥
علي بن سبأ بن زريع حكم اليمن ولقبه: (الداعي المعظم المتوج المكنى بسيف أمير المؤمنين).
وبذلك شاركت اليمن بالانقسام الثاني بعد أن نجت من الانقسام الأول، ففريق وهم الصليحيون يؤيدون الإمام المستور: الطيب، والآخرون يؤيدون الحافظ. وكما يقع في كل انقسام تضعضعت أحوال اليمن، وكانت الخلافة الفاطمية نفسها تمشي إلى الزوال.
وقد اعتصم الإسماعيليون بحبل حصين من جبال اليمن يتعاقب منهم الدعاة المطلقون، فبعد الملكة الحرة قام بالدعوة في اليمن ذؤيب بن موسى الداعي المطلق، وتعاقب بعده الدعاة حتى محمد عز الدين.
ثم انتقلت الدعوة إلى الهند (1).
ظهور الأئمة كان نجاح الدعوة الإسماعيلية باليمن في عهد استتار الأئمة، وواصلنا الحديث عن الإسماعيلية في اليمن حتى النهاية ليظل تتابع الأحداث متواصلا أمام القارئ.
(1) غير ما يرى ابن خلدون في تاريخه والمقريزي في (اتعاظ الحنفا) من أن عبد الله المهدي كان سيتوجه إلى اليمن لإقامة دولته فيها، ثم عدل عن ذلك بسبب ما بلغه من انحراف علي بن الفضل عن الدعوة الإسماعيلية وإساءته السيرة في بلاد اليمن بما نشره من آراء أفسدت عقول فريق من أهلها - غير هذا الرأي يرى الدكتور سرور، ونحن نؤيده في رأيه: أن ما يراه ابن خلدون والمقريزي لا يستند إلى أدلة صحيحة، لأن المتتبع لرحلة المهدي من سلمية إلى مصر ثم إلى بلاد المغرب يتضح له أنه لم يفكر في الذهاب إلى بلاد اليمن، كما أن مناهضة علي بن الفضل للدعوة الإسماعيلية لم تظهر إلا بعد أن استقر الأمر لعبد الله المهدي في بلاد المغرب، ولو أن عبد الله المهدي كان حريصا على إقامة دولته في بلاد اليمن لما ثناه عن ذلك خروج علي بن الفضل على دعوته لأن داعية ابن حوشب ظل مواليا له وصار له أنصار كثيرون بين أهالي بلاد اليمن يرحبون بقدوم المهدي إليهم ويعتقدون بصحة إمامته، فإذا ما قصد بلادهم دخل الجميع في طاعته والتفوا حوله. (*)
(٢٤٥)
مفاتيح البحث: علي بن الفضل (2)، الهند (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»