على ابن حوشب طمعا في استخلاص بلاد اليمن لنفسه، فأعد جيشا كبيرا لمحاربته ودار بين الفرقتين قتال عنيف.
إلى أن يقول: ظل كل منهما يعمل مستقلا عن الآخر ما ساعد على إضعاف الدعوة الإسماعيلية في بلاد اليمن.
ثم يقول: ظل ابن حوشب حريصا على ولائه لعبد الله المهدي حتى توفي سنة 302 أما علي بن الفضل فإنه منذ خلع طاعة عبد الله المهدي لم يعدل عن خطته في العمل على الاستئثار بالنفوذ في بلاد اليمن، وبذلك لم تتحقق مطامعه، بل فشل في تكوين حزب قوي يكون عونا له على نشر دعوته، فلما توفي سنة 303 لم يجد ابنه الذي ولي الأمر من بعده أنصارا أقوياء يدرءون عنه خطر السنيين في بلاد اليمن فتعرض لهجومهم ووقع إخوته أسرى في أيديهم وما زالوا يتبعون أعوانه حتى قضوا عليهم (انتهى).
ومصادر الدكتور سرور فيما دون هي (أسرار الباطنية وأخبار القرامطة) للحمادي اليماني.
ونقول: إن هذا الذي ذكر لا يجلو شيئا من حقيقة علي بن الفضل، ونحن نرى أن سبب نقمة ابن الفضل هو أنه وهو اليمني العريق لم يطق أن يزاحمه على سيادة اليمن غريب عن اليمن ولو كان مشاركا له في العقيدة المذهبية. فالنزاع بين الاثنين نزاع شخصي علي: لمن تكون سيادة اليمن.
هذا الذي يبدو لنا. على أننا لا نستطيع أن نهمل ما أورده الدكتور محمد كامل حسين في كتابه: (في أدب مصر الفاطمية) (ص 33، طبعة دار الفكر العربي) حيث يقول مستندا إلى كتاب (افتتاح الدعوة القاضي النعمان) في نسخة خطية في مكتبته الخاصة، وإلى كتاب (كشف أسرار الباطنية) لمحمد بن مالك اليماني، ص 21 وما بعدها - يقول الدكتور محمد كامل حسين: " بعض الغلاة من الدعاة الذين غيروا المذهب الفاطمي وخرجوا به عن منهجه الصحيح حتى اضطر الأئمة إلى إعلان عصيان هؤلاء الدعاة وطردهم من الدعوة وتحذير الناس من ضلالاتهم.
نذكر من هؤلاء الدعاة علي بن الفضل الذي كان من أسبق الدعاة في أواخر دور