الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٢٤٤
المفروض أن يخلفه ابن عمه أبو حمير سبأ بن أحمد المظفر لأن المكرم كان قد أوصى إليه، ولكن زوجة المكرم السيدة أروى الحرة رفضت إقرار هذه الوصية معلنة أنها تريد الأمر لولدها عبد المستنصر الذي كان لا يزال طفلا، وراسلت المستنصر بذلك طالبة تأييده فأقره المستنصر على ذلك.
ولكن عبد المستنصر ابن الملكة الحرة أروى لم يعمر طويلا، فحسب أبو حمير سبأ أن الفرصة قد واتت للاستئثار بالسلطة بعد وفاة ابن المكرم، فرغب بالزواج من الملكة الحرة ولكنها رفضت ذلك فاستنجد بالمستنصر، فكتب المستنصر لها يأمرها بإجابة سبأ إلى طلبه فرضيت كارهة، ولكنه ظلت الحاكمة الفعلية وعرفت باسم الملكة الحرة وظلت على ولائها للقاهرة.
ولما وقع الانقسام الإسماعيلي بعد المستنصر وتولي ابنه المستعلي حالت دون وصول هذا الانشقاق إلى اليمن رغما عن وصول دعاة النزاريين إلى اليمن وتأييد الخولانيين لهم، وأعلنت الولاء للمستعلي.
ويبدو أنه بعد وفاة المستعلي وتولي الآمر، قام نشاط نزاري قوي في اليمن مما حمل الآمر على أن يرسل الداعي علي بن إبراهيم بن نجيب الدولة إلى اليمن سنة 513 ليشد أزر الملكة الحرة في نضالها للنزاريين، كما أرسل المأمون البعائجي وزير الآمر إلى ابن نجيب الدولة قوة عسكرية يستعين بها على حرب أمراء اليمن، ولكن الدعوة النزارية استهوت هذا الأخير فمال إليها مما أدى إلى أن يطلب الخليفة الحافظ تسليم ابن نجيب الدولة فأرسل إليه فقتله.
وبعد اغتيال الخليفة الآمر بن المستعلي بأيدي النزاريين رأى أتباع الآمر أن الإمامة انتقلت إلى ولده الطفل (الطيب) وأن والده أوصى قبل وفاته بنقله إلى اليمن واستودعه الملكة الحرة، وأن (الطيب) لم يظهر بل استتر، وبذلك عاد دور الستر من جديد.
وقد رفضت الملكة الحرة الاعتراف بخلافة الحافظ وسمت نفسها (كفيلة الإمام المستور الطيب بن الآمر). ولكن الحافظ استمال غيرها من اليمنيين فقلد
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»