الستر الأول إظهارا للدعوة في اليمن، ولكنه ضل طريق رشده فتبرأ منه الإمام وطلب من الداعي الحسين بن حوشب المعروف بمنصور اليمن أن يحاربوه ويمحو أتباعه.
لم تطل دولة ابن حوشب في اليمن فبعد موته اختلف أبناؤه، فقد ثار أبو الحسن على عبد الله المهدي في أخريات حياته ما أدى إلى نقمة أخيه جعفر عليه وتركه اليمن إلى المغرب سنة 322 ثم بعد ذلك إلى مصر حيث حظي لدى الفاطميين فكان من أركان دولتهم في العلم والفكر والتأليف.
ولئن تكن دولة الحواشب قد انتهت فقد تركت ركائز إسماعيلية ثابتة حتى جاءت سنة 439 وفيها قام الداعي علي بن محمد الصليحي بأمر الدعوة. وكان الصليحي هذا سني المذهب وأبوه من القضاة السنيين في اليمن، ولكن الداعي في اليمن عامر بن عبد الله الرواحي استماله وهو في حداثة السن فصار إسماعيليا.
وبعد وفاة الرواحي حل محله في الدعوة، وأعاد من جديد النشاط الإسماعيلي بعد أن كان قد ركد بموت ابن حوشب. ثم سعى في بسط سيطرته على اليمن فقام بثورة كتب لها النجاح، فأخضع بعض القلاع والحصون ودعا للخليفة الفاطمي المستنصر، ثم مضى يفتح البلاد بلدا بعد بلد حتى ادن له اليمن كله سنة 455 واستمر حتى دخل مكة وأعادها إلى الطاعة الإسماعيلية.
وكان - كما يقال - يتهيأ لغزو العراق واستخلاصه من العباسيين ولكنه قتل سنة 459 على يد سعيد الأحول بن نجاح وهو في طريقه إلى مكة لأداء الحج.
وهكذا نراه قد استطاع خلال عشرين سنة أن يوحد اليمن ويضم إليه الحجاز، كما رد اليمن إلى الدعوة الإسماعيلية وظل يحكمه وهو وأسرته باسم الخليفة الفاطمي في القاهرة.
وقد خلف الصليحي ولده أحمد المكرم الذي ظل على ولائه للمستنصر، ثم تغلب على قاتل أبيه سعيد الأحول بن نجاح، وراسله المستنصر مشجعا مؤيدا، ثم ولاه على عمان سنة 469، كما حثه على أن يثبت السلطة الفاطمية في الحجاز وأن يؤيد الأمير عبد الله بن علي العلوي أمير الأحساء. وتوفي المكرم سنة 484، وكان