وتوفي هذا الداعي برقادة بعد أن فتحها المهدي. وكان الداعي بمصر في وقت فرار المهدي إلى المغرب رجلا يعرف بأبي علي الداعي، وكان رأس الدعاة بمصر، وأبو علي هذا هو الذي ذكره جعفر بن منصور اليمن في كتابه (الفترات والقرانات) ملقبا بالشيخ الأجل المفيد، وهو أحد تلاميذ فيروز وزوج ابنته وأنجب ابنه محمدا أبا الحسين بن أبي علي الداعي الذي بلغ مع الأئمة المهدي بالله، والقائم بأمر الله، والمنصور بالله، والمعز لدين الله: المحل الجليل العظيم وكان داعي الدعاة. وجاء في كتاب (استتار الإمام) أن عددا من الدعاة اجتمعوا للبحث عن الإمام المستور، وهم أبو غفير وأبو سلامة وأبو الحسن بن الترمذي وجياد الخثعمي وأحمد بن الموصلي وأبو محمد الكوفي. وهؤلاء جميعا لا نعرف عنهم شيئا.
أما في دور الظهور - الذي يبدأ بظهور المهدي في المغرب إلى انقراض الدولة الفاطمية - فقد وصلت إلينا أسماء عدد كبير من الدعاة، كما وصلت إلينا بعض كتبهم " (1).
الإسماعيلية في اليمن وأول انتشار واسع للإسماعيلية كان في اليمن فقد استطاع الداعي الإسماعيلي الحسين بن حوشب المقلب بمنصور اليمن أن ينجح في دعوته في اليمن وأن يتغلغل في القبائل اليمنية فيرزك فيها المذهب الإسماعيلي، ثم يقودها باسم الإمام المستور فيفتح بها القلاع والحصون ويسيطر على رقعة من الأرض أقام عليها لأول مرة في التاريخ دولة شيعية إسماعيلية سبقت الدولة الفاطمية الكبرى بنحو واحد وثلاثين سنة.
وكان يزامل ابن حوشب بالدعوة في المين: علي بن الفضل. وفيما يرى ابن خلدون أن عليا هذا يمني من جند وكان ممن استهوتهم الدعوة الإسماعيلية فجاء يزور الإمام محمد الحبيب في سلمية، ولما أراد العودة إلى اليمن بعث الإمام معه ابن حوشب.