الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ٣٠
بن الحطان، الخارجي، المادح لعبد الرحمن بن ملجم المرادي وقتله أمير المؤمنين 1.
" واعترف الحاكم بن البيع النيسابوري في ما نقل عن كتابه المشهور في معرفة أصول الحديث، بأنه: احتج البخاري بأكثر من مأة رجل من المجهولين! وصح عند العلماء أنه يروي عن ألف ومأتي رجل من الخوارج.
" وقال له الإمام أحمد بن حنبل: سميت كتابك " صحيحا " وأكثره رواية الخوارج. وحسبه قاضي بخارا لما قال له: لم رويت من الخوارج؟ قال: لأنهم ثقات لا يكذبون ".
ثم لو فرض أن جفر الصادق وآباؤه: باقر العلوم وزين العابدين وسيد شباب أهل الجنة وباب مدينة العلم لم يكونوا أئمة معصومين، وهداة مهديين وعترة سيد الأنبياء والمرسلين ولم يكن كل واحد منهم في زمانه أزهد واتقي وأصلح وأعلم بأحكام الشرع وعلوم الديني ألم يكونوا علماء صلحاء، أصدقاء، أتقياء أيضا؟
وألم يكن اتصالهم الروحي وقرابتهم الجسمي من الرسول (ص) أبين وأشد؟ وألم يكن علمهم مأخوذا عن جدهم، مستندا إليه؟ فلم لم يعبأ صاحب الصحيح بهم، ولم يعتد بشأنهم؟ مع أنه نقل كثيرا عن أبي هريرة الدوسي 2 (الذي ضربه عمر، رض،

1 - قال - ملأ الله فاه من النار -:
" يا ضربة من كمي ما أراد بها * إلا يبلغ عند الله رضوانا " إني لأذكره يوما فأحسبه * أوفى البرية عند الله ميزانا " وهو المرادي الذي سفكت * كفاه مهجة شر الخلق إنسانا " أمسى عشية غشاة بضربته * مما جناه من الآثام، عريانا!! " 2 - في صحيح البخاري (طبع عبد الحميد - الجلد الأول - الصفحة ال 35 -) بالإسناد عن أبي هريرة قال: " حفظت من رسول الله (ص) وعائين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ".
فلسائل أن يقول: أيها الصحابي بالله قل لنا ما كان في الوعاء الذي لم تبثثه من - الأسرار التي أفشاها رسول الله (ص) لك! وكنت جديد الإسلام وكان تمام مدة صحابتك لم تبلغ أربع وسنة ولم يفشها للصاحب الصديق وللفاروق ولذي النورين وحتى لعلي أخيه وصهره وصيه وأول من آمن به وصدقه من الذكور، ولباقي العشرة المبشرة ولسائر صحابته المبجلة!؟ ثم إن قالها الرسول (ص) لك للبث والنشر فلم عصيته وحرمت الأمة عنها؟ وإن اختصها بك من جميع الأمة وكانت لك خاصة! فما معنى الاعتذار لعدم البث بقطع البلعوم والحلقوم!؟
وفي الصحيح أيضا (الجزء الثالث الصفحة ال 109 -) بالإسناد عنه أيضا: " يقولون:
إن أبا هريرة يكثر الحديث، والله الموعد، ويقولون: ما للمهاجرين والأنصار، لا يحدثون مثل أحاديثه؟ وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله على ملأ بطني فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون " أيها الصحابي المحترم! أنت تعترف بأن حديثك في الكمية (الاكثار) وفي الكيفية (مثل أحاديثه) مختلف لحديث سائر الصحابة، ولأجله قالوا (أي الصحابة) فيك ما قالوا، ثم تعتذر بما كأنك تغافلت من أن كثيرا من الصحابة، كانوا أشد ملازمة، وأكثرها، سنك للرسول (ص) وكانت مدة صحابتهم أطول جدا وكانوا إليه أقرب ولاستماع الحديث ونقله أنسب. هب أنك كنت في مدة إدراكك الإسلام دائما مع الرسول وملازما له هل كانت هذه الأحاديث الكثيرة التي تحدث بها صدر عن الرسول وهو في خلوة معك ولم يكن أحد عنده سواك؟ أو اختار الرسول، لما يريد أن تعلمه أمته وتعمل وفقه، نجواك!؟
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»