الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ١٥
وكلهم من الصحابة، وممن ادعيت عدالتهم، وممن ادعى أنهم كالنجوم، وممن استبيح دم من تكلم فيهم، ونقل ما حكي من نقصهم وعيبهم!!
وأي الصحابيين العظيمين كاذب: عبد الرحمن بن عوف أو المغيرة بن شعبة في ما حكاه الطبري في تاريخه (الجزء الثالث - الصفحة ال 298)؟ حيث قال:
"... وقال المغيرة بن شعبة لعبد الرحمن (يعني بعد تمام البيعة لعثمان): يا أبا محمد قد أصبت إذ بايعت عثمان وقال لعثمان، لو بايع عبد الرحمن غيرك ما رضينا! فقال عبد الرحمن: كذبت يا أعور! لو بايعت غيره لبايعته ولقلت هذه المقالة " أكان مغيرة الصحابي العادل! كاذبا منافقا؟ أم عبد الرحمن كذب في ما قال في حقه مؤكدا؟.
- 7 - ثم إذا كان، بتصريح الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، على ما في روايات جمة أوردها البخاري في صحيحة ونقلناها منه في الكتاب (ذيل أصحاب الردة)، في - الأصحاب من يطرد عن الحوض ويطرح في النار (لأنهم أحدثوا بعد الرسول وإنهم ارتدوا بعده على أدبارهم القهقرى!) فكيف يكون كلهم عدولا؟ وعلى ما ينبغي أن يحمل إنهم كالنجوم! بأيهم يقتدي يهتدي؟ وإذا كان السب قبيحا مذموما (وكذلك يكون) بل على ما يقال: حراما ممنوعا، فما الدليل على قتل من ارتكب هذا الحرام ولا سيما مع اجتهاد المرتكب وتأويله، ولو فرض أنه مخطئ؟
هل من العدل والإنصاف أن يعد مروان بن الحكم، (طريد رسول الله، ص،) الذي قتل، كما هو المشهور المعتبر (أو أمر بالقتل، كما قيل)، طلحة بن عبيد الله، الصحابي البدري الصالح للخلافة (على ما قال عمر وانتخب)،؟ أم يجعل الصحابي الفاسق وليد بن عقبة الذي شهدوا عليه بشرب الخمر وزيادة في الصلاة حين إمارته وأمر بحده الخليفة، عثمان، لمجرد إدراكهما النبي، من العدول ومن النجوم؟!
وأن يحكم بإباحة سفك دم من نقل ذلك في حقهما، أو بجواز قتل من سبهما وانتقصهما؟! أو أن يعتقد بأن من يقتدي بهما يهتدي؟!
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»