الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ١٧
وهو الذي قال الإمام أحمد بن محمد بن حنبل في شأنه على ما في تاريخ الخلفاء - (الصفحة ال 168) لجلال الدين السيوطي (وأخرجه الحاكم):
" ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم من الفضائل ما ورد لعلي، رضي الله عنه " وهو الذي قال النبي في حقه: " من آذى عليا فقد آذاني " وقال أيضا في شأنه كما في صحيح البخاري (الجزء الخامس): " أنت مني وأنا منك " وغير ذلك من الأحاديث المتوافرة، بل المتواترة، التي رويت نبذة منها في الكتاب، وستمر عليك فيه إن شاء الله.
نعم، آذى معاوية رسول الله بإيذائه عليا بالحرب، بل آذى الحق والعدل والإنصاف، لا بالحرب فحسب مع علي بل بجميع ما فعل بالنسبة إليه من الافتراءات ووضع الأحاديث والروايات، والسب والشتم واللعن عليه، وعلى جمع من أكابر - الأصحاب.
أمر معاوية بلعن على في جميع البلاد الإسلامية على رؤس المنابر بحيث صار - اللعن في زمنه، وزمن إخلافه السوء من بني مروان، سنة تتبع، وعادة لا ترتدع يتقرب الناس به إلى الخلفاء وإلى عمالهم، ويفتخرون بهذا العمل السيئ في أقوالهم.
قال عز الدين بن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة (ذيل ومن كلام له، عليه السلام، لأصحابه: - أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البعلوم...):
" إن معاوية أمر الناس بالعراق والشام وغيرهما، بسبب على والبراءة منه، وخطب بذلك على منابر الإسلام وصار ذلك سنة في أيام بني أمية، إلى أن قام عمر بن عبد العزيز فأزاله ".
وأورد أيضا نقلا عن " الكامل " للمبرد:
" إن خالد بن عبد الله القسري، لما كان أمير العراق في خلافة هشام، كان يلعن عليا على المنبر، فيقول: " اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم،
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»