الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ١٢
باعتقاده، على لسان النبي الصادق الأمين، له بالجنة،: " أنت شر الناس أما والله لو وليتك لجعلت أنفك من قفاك ". ثم قال: " آتيتني وقد دلكت عينك!
تريدان تفتنني عن ديني!... قم: لا أقام الله رجليك!... " 1 قال الطبري في تاريخه (الجزء الثاني - الصفحة ال 619) مسندا عن " عبد الرحمن بن عوف إنه دخل على أبي بكر الصديق (رض) في مرضه، الذي توفي فيه، فأصابه متهما فقال له عبد الرحمن: " أصبحت، والحمد لله، بارئا.
" فقال أبو بكر، رضي الله تعالى عنه، أتراه؟ قال: نعم.
" قال: إني وليت أمركم خيركم في نفسي، فكلكم ورم أنفه من ذلك يريد أن يكون الأمر له دونه! ورأيتم الدنيا قد أقبلت... وأنتم أول ضال بالناس غدا، فتصدونهم عن الطريق يمينا وشمالا! يا هادي الطريق إنما هو الفجر أو البحر.
فقلت له: خفض عليك، رحمك الله، فإن هذا يهيضك في أمرك!... " وقال أيضا (الجزء الثاني - الصفحة ال 619 أيضا -)، بعد هذا الكلام المنقول:
قال أبو بكر، رضي الله تعالى عنه:
" إني لا آسى على شئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن، وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله (ص).
" فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن، فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شئ!... ووددت أني لم أكن حرقت الفجأة السلمي!... وأما اللاتي تركتهن، فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس كنت ضربت عنقه فإنه تخيل إلى أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه!... " فهذا أبو بكر الصديق الصحابي يقول كشف بيت فاطمة، التي لو لم تكن

1 - لما كانت هذه المكالمة وأضرابها، التي لم يصرح في هذه المقدمة بمأخذها - المنقول عنها، ستورد في متن الكتاب ويصرح هيهنا بمأخذها وتفصيلها ترك هنا ذكرها وأجمل في تقلها.
2 - " ورم أنف فلان: غضب "
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»