الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ١٦
أليس عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري في الطراز الأول من الصحابة؟
ثم أما ضبط الكتب المعتبرة كيفية مشاتمتهما وملاعنتهما، بأقبح وجه، وأسوأ تعبير بعد قضية الحكمية؟
قال الفقيه المالكي في كتابه " العقد الفريد " (الجزء الخامس الصفحة ال 105 -):
" وقال أبو موسى لعمرو: لعنك الله! فإن مثلك، كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث! " فقال عمرو: لعنك الله! فإن مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا! " هذا نموذج مما ذكر في التواريخ المعتبرة، كالطبري، والكامل، وأضرابهما، في ما جرت بين الصحابة أنفسهم، من المشاتمة، والملاعنة، والمسابة، وإذ ليس الغرض هنا إلا رفع الاستبعاد، وأن يكون الاستنقاص لبعض الصحابة، أو الانتقاد والطعن عليه، لم يكن مستنكرا بينهم، ولا يكون بدعا من الأمور، يستحق المرتكب أن يراق دمه، وتنزع نفسه ولا يضر بالإيمان بالله وملائكته ورسله، ولا ينقض الاعتقاد بما جاء به النبي (ص) فلنختم الكلام في هذا الشأن بما فعله معاوية من القتل واللعن.
- 8 - أما عد معاوية بن هند، آكلة الأكباد، الطليق بن الطليق، الذي سمى أمير المؤمنين وخليفة الرسول بل واتسم خال المؤمنين، من الصحابة؟ ثم أما حارب عليا وهو ابن عم الرسول، وصهره، على بضعته فاطمة سيدة نساء العالمين، وأخوه، والنازل بمنزلة نفسه بنصه، ووصية وخليفته، الذي لو فرض أنه لم تكن منصوصة خلافته من الله ورسوله فكان منتخبا من الأمة: مهاجريهم وأنصارهم والبدريين منهم بأجمعهم، انتخابا، انتخابا أشمل وأمتن وأعدل حتى من انتخاب أول الخلفا؟ 1

١ - لكون الانتخاب من المهاجرين والأنصار كلهم، لا من بعض المهاجرين (وهم الثلاثة الذين كانوا في السقيفة وهم عمر، وأبو عبيدة الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، على قول،) ومن بعض الأنصار (وهم غير سعد بن عبادة وأقربائه). وكونه بلا فلتة بل مع تريث كامل وتلبث زائد. وكونه بانثيال الناس وإقبالهم عليه لا بإقباله على الناس وجلبهم إليه.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»