المنام كلابا تنهشني، وأشدها علي كلب أبقع (1). ولما أشار عليه عمرو بن لوذان بالانصراف عن الكوفة إلى أن ينظر ما يكون عليه حال الناس، قال عليه السلام: ليس يخفى علي الرأي، ولكن لا يغلب على أمر الله، وإنهم لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي (2).
وكتب إلى بني هاشم: من لحق بنا منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ الفتح (3). وفي الطريق إلى العراق، وإلى كربلاء، خير أصحابه بين الاستمرار أو الرجوع، فقال لأصحاب الإبل حينما مر ب " التنعيم " (4): من أحب منكم أن ينصرف معنا إلى العراق أوفينا كراءه، وأحسنا صحبته، ومن أحب المفارقة أعطيناه من الكراء على ما قطع من الأرض. ففارقه بعضهم، ومضى من أحب صحبته (5).