ابن عقيل، وابن أخيه القاسم بن الحسن المجتبى عليه السلام الذي ضرب رأسه بالسيف عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي، فوقع القاسم - وهو غلام - لوجهه وصاح: يا عماه! فأتاه الحسين كالليث الغضبان.. وانجلت الغبرة وإذا الحسين قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه، والحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك، خصمهم يوم القيامة جدك. ثم احتمله وكان صدره على صدر الحسين عليه السلام ورجلاه تخطان في الأرض، فألقاه مع علي الأكبر وقتلى حوله من أهل بيته (1).
وقدم الحسين سلام الله عليه - صابرا محتسبا - ثلاثة إخوة له مرة واحدة.. وهم أولاد أم البنين سلام الله عليها، إخوة العباس: عبد الله وعثمان وجعفر، الذين قاتلوا بين يدي أبي الفضل العباس حتى قتلوا بأجمعهم.
ثم كان من السخاء الأعلى أن قدم أخاه المخلص، والعبد الصالح، العباس بن علي عليه السلام الذي لم يتحمل صراخ الأطفال من العطش، فركب جواده بعد أن استأذن أخاه الإمام الحسين عليه السلام، وأخذ القربة، فأحاط به أربعة آلاف، فطردهم حتى ورد الفرات، فملأ القربة وركب جواده وعاد إلى المخيم.. فقطع عليه الطريق، وجعل يضرب حتى أكثر القتل في أعداء الله، فكمن له زيد بن الرقاد الجهني من وراء نخلة، وعاونه على الغدر حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه فبراها، فلم يعبأ العباس إذ كان همه إيصال الماء إلى أطفال الحسين وعياله. ولكن حكيم بن الطفيل كمن له مرة أخرى من وراء نخلة فلما مر به ضربه على شماله فقطعها، وتكاثروا عليه، وأتته