فقالت لهما أحبار يهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل فالرجل متقول فروا فيه رأيكم. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول: ما كان أمرهم، فإنه قد كان لهم حديث عجيب؟ وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، ما كان نبأه؟ وسلوه عن الروح ما هي؟ فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي، وإن لم يفعل فهو رجل متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم... إلى آخر القصة. ورواها في عيون الأثر: 1 / 142.
كاتب الصحيفة الملعونة الأولى ضد بني هاشم قال ابن هشام: 1 / 234:
(اجتمعوا بينهم أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه علي بني هاشم، وبني المطلب، على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة، تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. قال ابن هشام: ويقال النضر بن الحارث، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشل بعض أصابعه).
وقال ابن واضح اليعقوبي في تاريخه: 2 / 31:
(وهمت قريش بقتل رسول الله، وأجمع ملأها على ذلك، وبلغ أبا طالب فقال:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أغيب في التراب دفينا ودعوتني وزعمت أنك ناصح * ولقد صدقت وكنت ثم أمينا وعرضت دينا قد علمت بأنه * من خير أديان البرية دينا فلما علمت قريش أنهم لا يقدرون على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وأن أبا طالب لا يسلمه، وسمعت بهذا من قول أبي طالب، كتبت الصحيفة القاطعة الظالمة ألا يبايعوا أحدا من بني هاشم، ولا يناكحوهم، ولا يعاملوهم، حتى يدفعوا إليهم محمدا فيقتلوه.
وتعاقدوا على ذلك وتعاهدوا، وختموا على الصحيفة بثمانين خاتما، وكان الذي كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، فشلت يده.
ثم حصرت قريش رسول الله وأهل بيته من بني هاشم وبني المطلب بن عبد مناف في الشعب الذي