أمحمد! ولأنت ضنء نجيبة * في قومها، والفحل فحل معرق لو كنت قابل فدية، فلنأتين * بأعز ما يغلو لديك وينفق ما كان ضرك لو مننت وربما * من الفتى، وهو المغيظ المحنق والنضر أقرب من أصبت وسيلة * وأحقهم، إن كان عتق يعتق فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعرها رق لها، وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها. انتهى.
ومن الثابت عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان أكره الناس للقتل، وأنه لم يقتل أحدا إلا عند اللزوم والضرورة.. وحسبك أن جميع القتلى في جميع حروبه صلى الله عليه وآله من الطرفين ومن أقام عليهم الحد الشرعي لا يبلغون ست مئة شخص، وبذلك كانت حركته العظيمة صلى الله عليه وآله أعظم حركة في نتائجها، وأقل حركة في كلفتها!
وأما قتله للنضر فلأنه كان جرثومة شر وفساد!
ومثله صديق النضر وشريكه في الشر، عقبة بن معيط الأموي، وكان صاحب خمارة ومبغى في مكة، وكان معروفا بإلحاده.
وإذا صح ما قاله صلى الله عليه وآله لبنت النضر الشاعرة، فمعناه أن الله تعالى أجاز له أن يعفو عنه لابنته، لما في شعرها من قيم واستعطاف!
النضير بن الحارث.. أخ النضر ووارثه ذكرت مصادر السيرة والتاريخ أن لواء قريش بعد النضر كان بيد آخرين من بني عبد الدار ، ولم تذكر أن أخاه النضير كان فارسا مثله، ويظهر أنه صار بعد أخيه النضر رئيس بني عبد الدار، وإن لم يكن شجاعا صاحب اللواء، فقد وصفه رواة قريش وأصحاب السير بالحلم ، إشارة إلى أنه كان سياسيا محبا للدعة.. وعدوه من رؤساء قريش والمؤلفة قلوبهم، الذين أعطى النبي لكل واحد منهم مئة بعير من غنائم حنين.
قال الطبري في تاريخه: 2 / 358 عن عطاءات النبي في حنين:
(فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة بعير، وأعطى ابنه معاوية مائة بعير، وأعطى حكيم بن حزام مائة بعير، وأعطى النضير بن الحارث بن كلدة بن علقمة أخا بني عبد الدار مائة بعير ، وأعطى العلاء بن حارثة الثقفي حليف بني زهرة مائة بعير، وأعطى الحارث بن هشام مائة