حسب رواية غيره، إلى غير ذلك من الأصحاب الصادقين الأجلاء الذين:
{صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} (1)، {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} (2)، {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله...
والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} (3).
أو ليست هذه الآيات تثبت نجاح النبي (صلى الله عليه وآله) في دعوته، وأنه اجتمع حوله رجال صالحون ومخلصون، فكيف يمكن رمي مسلم يتلو الذكر الحكيم ليل نهار باعتقاده بخيبة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في دعوته وتهالكه في هداية أمته. إن الموقف الصحيح من الصحابة هو ما جاء في كلام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):
" أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة؟ أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه وتدبروا الفرض فأقاموه. أحيوا السنة وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه " (4).
وليس ما جاء في هذه الخطبة فريدا في كلامه، فقد وصف أصحاب