يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)، علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلى الله عليه وآله بين أظهرنا. فقلت يا رسول الله ما هذه الفتنة التي أخبرك الله تعالى بها؟ فقال: يا علي إن أمتي سيفتنون من بعدي!
فقلت يا رسول الله أو ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عني الشهادة فشق ذلك علي فقلت لي: أبشر فإن الشهادة من ورائك؟
فقال لي: إن ذلك لكذلك فكيف صبرك إذا؟
فقلت: يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والشكر.
فقال: يا علي إن القوم سيفتنون بأموالهم، ويمنون بدينهم على ربهم، ويتمنون رحمته، ويأمنون سطوته. ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية. والربا بالبيع! قلت يا رسول الله: بأي المنازل أنزلهم عند ذلك، أبمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة؟ فقال: بمنزلة فتنة). انتهى.
(وفي الخصال ص 462: (ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إن القوم نقضوا أمرك، واستبدوا بها دونك، وعصوني فيك، فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر! ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة، فلا تجعل لهم سبيلا إلى إذلالك وسفك دمك، فإن الأمة ستغدر بك بعدي،