الأخرى الاعتراف بالمرجعية الفكرية لشخص الخليفة الذي يمارس السلطة، لأن متطلبات المرجعية الفكرية تختلف عن متطلبات ممارسة السلطة فالإحساس بجدارة الشخص لممارسة السلطة والتطبيق لا يعني بحال الشعور بإمكانية نصبه إماما فكريا ومرجعا أعلى بعد القرآن والسنة النبوية لفهم النظرية. لأن هذه الإمامة الفكرية تتطلب درجة عالية من الثقافة والإحاطة واستيعاب النظرية، وكان من الواضح أن هذا لم يكن متوفرا في أي صحابي بمفرده - إذا قطع النظر عن أهل البيت -.
ولهذا ظل ميزان المرجعية الفكرية يتأرجح فترة من الزمن، وظل الخلفاء في كثير من الحالات يتعاملون مع الإمام علي على أساس إمامته الفكرية، أو على أساس قريب من ذلك حتى قال الخليفة الثاني مرات عديدة:
(لولا على لهلك عمر، ولا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن).